في هذا المقال سيكون الحديث عن جمع من النقول في باب من أجّل أبواب علوم التزكية، وهو باب ترقيق القلوب، دعونا نتعرف عن القليل عن هذا الباب وأترككم بعدها بمجموعة من النقول المتجددة عن هذا الباب.
يعتبر باب ترقيق القلوب من فصول كتب الحديث والسير والتزكية، مثل “الرقائق” في صحيح البخاري، والذي يعني بالكلام والأدعية التي تهذّب فؤاد المؤمن وتُذلّ أقوامه وتربّي جوانحه. وفي فضل هذا الباب وأهميته قال العلماء إن الغاية منه هي تهيئة القلوب لقبول العلم، الوعظ، وتأثير النصوص واستجابة للنصوص القرآنية والنبوية التي تتحدث عن “لين القلب وخشوعه”
الموضوعات العشرة الرئيسية
- المداومة على الذكر الله سبحانه وتعالي
- المحافظة على الفرائض
- تحري الحلال والصدق في الكسب
- الإكثار من النوافل والتوبة
- ذكر الموت وزيارة القبور
- صحبة الصالحين ومجالس العلم
- قراءة القرآن بتدبر وخشوع
- الدعاء القلبي، كدعاء ” يا مقلب القلوب”
- مراقبة النفس بالذكر، الدعاء، والمحاسبة
- الزهد في الدنيا والتأمل في حال المحتضرين والمرضى
نقول عن ترقيق القلوب
“حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزِنوا أعمالكم قبل أن تُوزن عليكم؛ فإن أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم.”
“من لا يعرف نعمة الله إلا في مطعمه أو مشربه، فقد قلَّ علمه، وحضر عذابه.”
“من أراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهوته.”
“البكاء من خشية الله شفاء القلب من أمراضه.”
“إنّما يَرقّ القلب بكثرة الذكر والبكاء من خشية الله.”
“من أحب أن يُفتح له قلبه أو ينفى عنه الران، فليكن في خلوته أكثر من جلوسه مع الناس، وليقلل من الطعام، وليترك مجالسة السفهاء.”
“القلب الأبيض الذي لا تضرّه فتنة ما دامت السماوات والأرض، هو الذي إذا أعطى شكر، وإذا ابتُلي صبر، وإذا أذنب استغفر.”
“لقلوب تُرق بأربعة: قراءة القرآن بالتدبر، وقلة الطعام، وقيام الليل، والتضرع عند السحر.”
“من عرف الله جل جلاله أحبّه، ومن أحبّه أطاعه، ومن أطاعه رق قلبه.”
“الدنيا تُفسد القلب مثلما يُفسد الماء العكر المرآة، فاستكثر من الطاعات لتنقية قلبك.”
“خشوع القلب، وهو انكساره لله، وخضوعه وسكونه عن التفاته إلى غير من هو بين يديه، فإذا خشع القلب خشعت الجوارح كلها تبعاً لخشوعه… وأصل الخشوع: هو لين القلبِ ورقته وسكونه وانكساره وحرقته.”
“ما جفت الدموع إلا لقساوة القلوب، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب…”
“لا يكون العبد من المتقين، حتى يحاسب نفسَه أشدَّ من محاسبة شريكه.”
“أحبُّ القلوب إلى الله سبحانه قلب قد تمكنت منه هذه الكسرة، وملكته هذه الذلة… فما أقرب الجبر من هذا القلب المكسور!”
“العلم النافع هو ما باشر القلوب فأوجب لها السكينة والخشية والإخبات والتواضع والانكسار له.”
“فاتعظي يا نفس بهذه الموعظة، واقبلي هذه النصيحة، فإن مَن أعرض عن الموعظة فقد رضيَ بالنّار، وما أراكِ بها راضية، ولا لهذه الموعظة واعية، فإن كانت القسوة تمنعك عن قَبول الموعظة، فاستعيني عليها بدوام التهجد والقيام، فإن لم تزل فبالمواظبة على الصيام، فإن لم تزل فبالمواظبة فبقلة المخالطة والكلام، فإن لم تزل فبصلة الأرحام واللطف بالأيتام، فإن لم تزل فاعلمي: أن الله قد طبع على قلبك وأقفل عليه، وأنه تراكمت ظلمة الذنوب على ظاهره وباطنه، فوطّني نفسك على النار، فقد خلق الله الجنة وخلق لها أهلا، وخلق النار وخلق لها أهلا، فكل ميسر لما خلق له.”
“والعجب أنه لو أخبرك طفلٌ بأن في ثوبك عقربًا لرميت ثوبك في الحال، من غير مطالبة له بدليل وبرهان، أفكان قول الأنبياء والعلماء والحكماء وكافة الأولياء أقل عندك من قول صبي من جملة الأغبياء؟”
“فإن كنت يا نفس، قد عرفت جميع ذلك، وآمنت به، فمالك تسوفين العمل والموت لك بالمرصاد. ولعله يختطفك من غير مهلة. فبماذا أمنتِ استعجال الأجل؟ وهبك أنت وعدت بالإمهال مائة سنة. أفتظنين أن من يطعم الدّابّة في حضيض العقبة يفلح ويقدر على قطع العقبة بها؟. إن ظننتِ ذلك فما أعظمَ جهلك.”
“أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث، ضحكت من مؤمل الدنيا والموت يطلبه وغافل لا يغفل عنه، وضاحك ملء فيه لا يدري أمسخط ربه أم مرضيه، وأبكاني ثلاث: فراق الأحبة: محمد وحزبه، وهول المطلع عند غمرات الموت، والوقوف بين يدي رب العالمين حين لا أدري إلى النار انصرافي أم إلى الجنة”
“أيها الناس: أصلحوا سرائركم تصلح علانيتكم، واعملوا لآخرتكم تكفوا دنياكم”
“طول الأمل داء عضال ومرض مزمن، ومتى تمكن من القلب فسد مزاجه واشتد علاجه، ولم يفارقه داء، ولا نجع فيه دواء، بل أعيا الأطباء، ويئس من برئه الحكماء والعلماء، وحقيقة الأمل: الحرص على الدنيا والانكباب عليها، والحب لها، والإعراض عن الآخرة. قال الحسن: ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل.”