بناء عادات سلبية

واحدة من أكبر الغلطات اللي الناس بتعملها في حق نفسها هي إنهم بيخلقوا بإيديهم إدماناتهم ويعانوا معاها وبسببها لباقي حياتهم.
مثال على كده، الشاب اللي بيتعلم تدخين السجاير في مراهقته، ويستمر في تدخينها طول شبابه، ولحد ما يتجوز، ولما يبقى أب، وإلى أن يشاء الله إنه يبطلها.مثال تاني، هو نموذج البنت اللي تتعود على الوجبات السريعة أو أكل السكريات من سن صغيرة، والوقت لما يعدي بيلزمها أكتر بالأكلات دي.
مثال تالت ممكن يكون الشاب اللي لعب فيـ/ـديو جيمـ/ـز في شبابه، وكمل في لعبها أكتر وأكتر بمرور الوقت والسنين.
فيه مشكلتين أساسيتين في إن أي حد -ولد كان أو بنت، كبير أو صغير، إلخ- يفتح لنفسه باب من دول:

1- باب طوارئ سريع:
لما بتتبنى شيء سيء، سواء كان: لعب الفيــديو جيــمز أو سكرولينج على السوشيال ميديا أو مشاهدة ماراثونات الأفلام والمسلسلات أو أكل أكلات سريعة، التدخين أو غيرهم..
المشكلة بتكون في إن الشخص بيبقى فتح لنفسه باب خلفي back door زي ما بحب أسميه.
فـ الشخص بيبقى (من خلال الباب ده) قادر، في أي وقت ضغط أو مشاكل إنه يهرب من حياته للحظات/دقايق/أيام وياخد حقنة دوبامين/سعادة/مخدر تنسيه حياته والمشاكل اللي هرب منها.
هتقول لي حلو، هيبقى فيه متنفس يخرج فيه ضغوطاتهـ/ـا!
لأ مش حلو، لأن الشخص بكده فتح لنفسه باب إدمان جديد وعادة سيئة جديدة هو/ي مكانوش بيعملوها، وكل ما يتعرض لموقف صعب هيهرب من مشاكله فيه، وده هيخليه يتعود عليه ويدمنه أكتر وأكتر.
شخص لما كان بيتضايق ممكن يتمشى، أو يتكلم مع حد بيرتاح له، بقى كل ما يتضايق يروح يدخن/ياكل/إلخ..

2- تووو ماتش “عادات مركزية” سيئة:
كُتر ممارسة الأفعال دي بيخليها تبقى عادات عند الشخص، والسيء إنها مبتكونش مجرد عادات منفردة وبسيطة لكنها بتبقى “عادات مركزية” أو “Keystone Habits”، وهي العادات اللي بتجبر الشخص إنه بعملها -العادات العادية- إنه يعمل عادات تانية معاها.

مثال: شخص راح الجيم، مرواحه الجيم خلاه يهتم بأكله، وينام بدري ويصحى بدري، وزودت من تركيزه، إلخ..
مرواح الجيم هنا مش مجرد عادة عادية habit ولكنه عادة مركزية “Keystone Habit” بتخلي الشخص يعمل معاه عادات تانية. فـلو كان الباب الخلفي اللي الشخص بيهرب فيه من مشاكل حياته، لو كان الباب ده وحش، هل هيوديه لمكان كويس؟
بالعكس هياخده من مكان وحش لأسوأ، ومن أسوأ لأسوأ، وهلم جرا.

الحل؟
المقاطعة التامة، زي الأمر الإلهي الحازم اللي ربنا قال فيه: “ولا تقربوا الـزنا”.

الله لم يقل ولا “تأتوا” الزنا أو ولا “تجربوا” الـزنا، ولكن قال “ولا تقربوا”، وده أمر صارح وصريح بالابتعاد عن الفعل نفسه، ومقدماته، ودواعيه، وكل ما يشجع عليه من فكر أو قول أو فعل، مرة واحدة وبالجملة كده؛ فـ خدها من قصيرها والباب اللي عارف إن هيجيلك منه الريح اهدمه وابني مكانه حيطه واستريح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *