الحياةعبثًا

من أكتر البوستات والدعوات السامة اللي ممكن تقابلها على السوشيال ميديا هي بوستات “أنا جاي الدنيا عشان آكل عيش واتبسط يومين.. مش عايز اطلع الأول على العالم.. مش عايز وجع دماغ” إلخ.
المشكلة فيها -وغيرها- إنها بتدعو للكسل والتراخي وإنك تعيش الحياة سبهللة على وضع الطيار الآلي autopilot mode و”زي ما تيجي تيجي”، ظنًا منك بإنك لو فضلت نفس الشخص فالدنيا هتفضل زي ما هي.

لكن ده مش صح، ولو فضلت زي ما انت ولم تسعى لتحسين نفسك فـ زي الأمثلة في الشارت تحت، متطلبات الوظايف وسوق العمل هتزيد، ومهاراتك هتفضل زي ما هي؛ فمش هتعرف تتقدم في حياتك المهنية.

دخلك هيبقى ثابت والتضخم ومصاريفك هيزيدوا بقفزات جنونية. الـSexual Market Value بتاعتك (SMV) أو -خلينا نسميها- قيمتك في سوق الجواز هتقل، والبنت اللي معاك/شريكـ/ـة حياتك إعجابها بيك هيقل ولو متجوز فـ ده ممكن يكون سبب يأدي للطلاق زي ما بيحصل في الغرب.
وإلى آخره من الأسباب والنتايج اللامتناهية.

آلان واتس – Alan watts ليه مقولة جميلة فاكرها باستمرار قال فيها: “You’re under no obligation to be the same person you were 5 minutes ago”، معناها إنك غير ملزم بإنك تكون نفس الشخص اللي كنته من خمس دقايق فاتوا.

كـ ذكر فانت مفروض تكون بتسعى لتحسين نفسك بلا توقف. الذكور تحديدًا بيتولدوا وبتكون قيمتهم في الحياة = 0.
عكس البنات اللي بيكونوا بطبيعتهم كائنات واجب رعايتها والاهتمام بيها. صدقني محدش هيهتم بيك لو كنت مشرد بتنام في الشارع، لازم تبني نفسك وتعلي من قيمة نفسك في كل الأسواق، سوق العمل، سوق الجواز، وتشتغل على إنك تعيش الحياة الكريمة اللي بتتمناها.

شخصيًا، ونتيجة لهوسي بالشيء ده فـ كل ما بروح مكان كنت فيه من فترة، عملية الـreflection بتحصل تلقائيًا في الباكجراوند، وبقول لنفسي: آخر مرة كنت فيها هنا كان حالي 1 2 3، ومعرفتي وقناعاتي كانت 1 2 3، وكنت بفكر في 1 2 3، وده اتغير لكذا، وبقيت أحسن في كذا، إلخ.

ده يودينا لنقطتين قبل ما ننهي البوست، أولهم إن أغلب الناس مش عارفين هما عايزين إيه، أو بيخدعوا نفسهم باللي عايزينه ومش عارفين يوصلوا له، وباللي فعلًا مش عايزينه.

هتلاقي ناس كتيرة بتقول إنها عايزه تعيش حياة بسيطة بدون منافسة مع حد -ولا مع نفسهم حتى- لكنهم بيتابعوا وبينبهروا من الناس اللي بيمثلوا الـ1% في مجالاتهم.

شوف كام شخص بيتابع ميسي ورونالدو وعارف كل صغيرة وكبيرة عن حياتهم من كتر إعجابهم بيهم، وشوف كام شخص بيتابع لاعب كورة محلي في مكان مغمور.

شوف فيه كام شخص معجب برائد أعمال مليونير وبيشيّر اقتباساته، وكام شخص معجب بتاجر يدوب عنده محل بقالة على ناصية الشارع، وإلى آخره من الأمثال.

فيه عدم اتصال بين اللي الناس بتقول إنها عايزاه، وبين اللي هما فعلًا عايزينه. حاول متكونش منهم.

فيه 3 حاجات محتاج تحطهم قدامك:
1- إيه اللي عايزه فعلًا، عايز تخدع نفسك عشان مكسّل تتحرك، ولا عايز تتحرك وتكسب نتيجة سعيك.
2- تعرف إن مفيش في الحياة شيء ببلاش، وإن تكلفة النمو بتكون الألم/المعاناة فقط، ثنائية الألم والنمو pain & gain المشهورة؛ فاستعد.
3- تسعى وتتحرك لتنفيذ اللي عايزه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *