في الفترة الأخيرة ومن خلال تعاملي مع شريحة أكبر من الشباب اكتشفت إن أكتر حاجة ممكن تؤذيك في حياتك هي سعيك نحو الكمالية Perfectionism وهي أمر غير منطقي تماماً ولكننا بنعاني منه كتير في عصرنا الحالي الملئ بالمنافسة والمطالبات الدائمة بالمثالية في المظهر والوضع المادي الأداء الوظيفي والدراسي.
يمكن الضغط والمنافسة الرهيبة الموجودين في العالم حالياً هم اللي دفعوا معظم الناس إنها تمشي في الحياة بمبدأ يا أبيض يا أسود
يا إما علاقتي مع ربنا حلوة جداً ومش برتكب ذنوب يا إما أنا شخص كل اللي بيعمله هو الذنوب
يا إما أقطع الأكل خالص وأنا بعمل دايت يا إما هاكل الأخضر واليأبس والجيران شخصياً
يا إما هحاول تكون علاقتي مع شخص ما جميلة بدون أي مشاكل يا إما بلاش العلاقة دي أصلا.
انا هبدأ أذاكر الساعة 6 الصبح زي ابن خالتي المتفوق يا إما مش هذاكر خالص واللي يحصل يحصل
سعيك نحو الكمالية أو المثالية هو دليل واضح على عدم فهمك للحياة. لأن الحياة يا صديقي مش أبيض أو أسود بس، الحياة فيها درجات كتير للون الرمادي، فمش منطقي أبداً نقضي حياتنا كلها نسعى خلف سراب المثالية اللي بنشوفها يوميا على السوشيال ميديا وخاصة إنستجرام وإحنا واثقين من جوانا إن كل ده كدب لكسب المشاهدات.
بلاش نضع لنفسنا ولأولادنا هدف إنهم يكونوا أشخاص مثاليين في كل جوانب حياتهم عشان يقدروا يكسبوا أكبر عدد ممكن من الجوائز أو ال Recognition من اللي حواليهم لإن الحياة مش قائمة على المثالية بالعكس الحياة قائمة على النقص اللي بنحاول نتعلم يومياً عشان نتخطاه أو نتعايش معاه. فلازم نتقبل فكرة الوسطية في حياتنا.
مش لازم لما أذاكر أفهم 100٪ من المعلومات
مش لازم لما أشتغل أخلص كل الشغل بكفاءة 100٪
خليك واثق إن مفيش شخص واحد على ظهر الكرة الأرضية يقدر يعمل شيء بكفاءة 100٪ مهما كان شاطر فيه، ودي مش دعوة للتكاسل ولكن دعوة للرحمة والرأفة بالنفس بعدم تعذيبها وإرهاقها في البحث عن شيء غير موجود.
منقول.
