كيف نراجع العلم الشرعي؟

تكرر عليّ في المدة الأخيرة هذا النوع من الأسئلة:

  • كيف نراجع العلم؟
  • متى نراجع العلم؟
  • كيف تراجع يا محمد بشكل شخصي؟

وسأجيب عن هذه الأسئلة الثلاثة واحدًا واحدًا – بإذن الله -، وسأضيف إليهما سؤالين من عندي وأجيب عليهما، وهما:

  • لماذا نراجع العلم؟
  • ماذا لو تركنا المراجعة؟

وبذلك صار عندنا خمسة أسئلة حول المراجعة.

الأول: لماذا نراجع العلم؟

والجواب من وجهين:

الوجه الأول: أن من طبيعة العلم أنه يُبنى بشكل تراكمي، وهذا يعني أن ما سيأتيك من العلم سيكون مبنيًا على ما تدرسه الآن، وأنت إذا درست المواد الحالية ثم أهملتها لن تحقق هذا التراكم، وعندما تأتيك المادة الجديدة ستشعر بالنقص والفجوة، مما يؤدي إلى أحد أمرين:

أ- الإحباط والشعور الدائم بالنقص.

ب- تضييع الوقت؛ لأنك ستضطر للرجوع للمادة المسبقة وتدرسها من جديد، ولا يخفى عليكم الوقت الذي سيُستهلك في هذا، ولو أنك راجعت بشكل مستمر لما احتجت لدراسة المادة الأولى من جديد.

الوجه الثاني: أن الإنسان بطبيعته ينسى ما درسه أو حفظه، وحتى لا يتفلت هذا العلم الذي درسه فلا وسيلة لذلك أمامه سوى المراجعة.
مثال: فلنفترض أنك في برنامج ما، وهذا البرنامج فيه مرحلتان لدراسة علم الحديث:
في المرحلة الأولى: ستدرس «البيقونية».
وفي المرحلة الثانية: ستدرس «نزهة النظر»

ولنفترض أنك درست «البيقونية»، وجاء دور «نزهة النظر»، فأنت هنا أحد شخصين:

الأول: شخص درس «البيقونية» وراجعها وضبطها؛ فستجد سهولة في مقرر «نزهة النظر» من ناحية ضبط المعلومات التي سبق طرحها، ومن ناحية فهم المعلومات الجديدة، والتي سيكون كثير منها مبني على ما سبق.

الثاني: شخص درس «البيقونية» ودخل امتحانها، ثم وضع الكتاب على الرف، ولم يرجع إليه، فهذا سيجد أن جميع المعلومات التي في مقرر «نزهة النظر» تحتاج إلى ضبط؛ لأنها تعتبر كلها جديدة عليه، فهو لا يضبط شيئًا في صدره، وكذلك سيجد كثيرًا من المعلومات غير مفهومة، أتدرون لماذا؟
لأن شارح «نزهة النظر» يشرح باعتبار أن الذي أمامه سبق وأن أخذ مقدمات فلا يحتاج أن يشرح له المقدمات، وصاحبنا هذا هنا إما أن يشعر بملل من المقرر لصعوبته، وإما أن يضطر للرجوع إلى البيقونية من جديد، ولو أنه راجع لارتاح وحفظ وقته.

السؤال الثاني: كيف نراجع العلم؟

والجواب من وجهين:

الوجه الأول: كونك جعلت المادة في خانة المراجعة؛ فهذا يعني أنك درستها من قبل جيدًا وضبطتها، وإلا فلا تضعها في هذه الخانة، بل ضعها في خانة الجديد، وهذا يعني: أن العلوم التي ندرسها على ثلاثة أقسام:

أ- قسم درسناه وضبطناه فهذا نضعه في خانة المراجعة.

ب- قسم ضبطناه قليلًا، وكثير منه لا نستحضره؛ فهذا نضعه في خانة الجديد حتى نضبطه.

جـ- قسم ما زلنا ندرسه؛ فهذا يكون في خانة الجديد.

هذه مقدمة أولى.

الوجه الثاني: حتى تسهل عليك المراجعة؛ فأوصيك أن تلخّص المواد التي تدرسها حتى تراجع من الملخصات.
وهذا يعني: أن المراجعة تكون من الملخصات، وليس من المادة الأساسية، وهذا يسهل عملية المراجعة بشكل كبير؛ ولذلك لا تستخسروا الوقت الذي يُصرف في تلخيص المادة؛ لأن هذا الملخص سيساعد بشكل أساسي في عملية المراجعة.

هذه إجابة مختصرة عن سؤالين من الأسئلة الخمسة، وسأنشر في قادم الأيام أجوبة باقي الأسئلة بإذن الله.

قناة محمد شميس على التليجرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *