الذكاء الاصطناعي واستنساخ الصور

لست من يلوم على من يريد تحويل الصور لأسلوب استوديو جيبلي. بالعكس، أنا من يعشق الجمال ويدرك سحره، وسأكون مسرورًا لو رأيت صورتي مرسومة بذلك الأسلوب الساحر الذي يأسر القلوب. لكن غضبي كل غضبي موجه لهذا الدخيل الرقمي ~ الذكاء الاصطناعي..
هذا المخلوق المصطنع البارد الذي يتطفل على الإبداع بلا رحمة.
هو ذاك المقلِّد الأعمى الذي لا يترك شيئًا إلا ويحاول نسخه، فيفقده بريقه… يضرب بعرض الحائط جهد المبدعين الذين أفنوا أرواحهم وأحاسيسهم في رسم فنهم، ليأتي الذكاء الاصطناعي بآليته المخيفة كطائر النعامة الذي يدس رأسه في الرمال، مختزلًا فنهم في بضعة أكواد. يظن أنه يخلق فنًا لكنه لا يصنع سوى ظلال باهتة. إنه يمارس ما أسميه التزييف البارد، محاكاة ميتة لفن لا يمكن اختزاله في خوارزميات صمّاء. هذا انتهاك صارخ لجهودهم، وعدم احترام لتعبهم وفنّهم!
وكما يقول الفنان المبدع مؤسس استوديو جيبلي “هاياو ميازاكي” بصراحة مؤلمة: “إذا أراد الناس أن يفعلوا شيئًا مقززًا إلى هذا الحد، فليفعلوا. لكنني لا أريد أن ترتبط هذه التقنية بعملي على الإطلاق. إنها إهانة شديدة للحياة نفسها! أشعر أننا نقترب من نهاية الزمان، نحن البشر نفقد السيطرة بأنفسنا.”
كلمات صادقة منك يا ميازاكي، فنحن للأسف نقترب من حافة الهاوية الرقمية حيث تتلاشى الحدود بين الإبداع الأصيل والمحاكاة الباردة، حيثُ أصبحنا نرى التكرار الاصطناعي الخالي من اللمسة الإنسانية في كل مكان وفي كل مجال… والفن يصبح مجرد سلسلة من الأكواد… والإحساس مجرد معادلة رياضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *